وزير سابق التربية والتعليم:
هناك علاقة بين النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة الإنتاجية، وتدريب المعلمين وتمكينهم في الدول.
قال وزير التربية والتعليم السابق إن بداية التحول يجب أن تكون من التربية والتعليم، مشيراً إلى أن الدراسات الحديثة تظهر وجود علاقة بين النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة الإنتاجية، وتدريب المعلمين وتمكينهم في الدول.
افادت العلاقات العامة لجامعة فرهنجيان، قال رضا مراد صحرائي في حفل اختتام البرنامج التلفزيوني "ميم مثل معلم" الذي استضافته جامعة فرهنجيان في الثالث من اسفند في المجمع الثقافي التعليمي آدينه: يجب أن يتم صياغة وإعداد ميثاق الخدمة لنظام التربية والتعليم وركيزته الأساسية، وهي المعلمون، بطريقة تجعل التربية والتعليم يقومان بمهمتهما الأساسية.
واعتبر منزلة المعلمين ومعاشهم ومرجعيتهم ثلاثة أضلاع مثلث، وأكد أن المجتمع الذي يكرم معلميه سيكون محترماً، مشيراً إلى أن مسألة معاش المعلمين هي مسؤولية الحكومة والبرلمان، ومسألة المنزلة هي مسؤولية وسائل الإعلام والأولياء، والأهم من ذلك هو مرجعية المعلمين التي هي مسؤولية المعلمين أنفسهم، حيث يجب على المعلمين أن يتصرفوا بطريقة تبقيهم مرجعاً، كما أنهم الآن في صدارة المراجع الاجتماعية.
وأشار صحرائي إلى أن مفتاح حل مشاكل البلاد بيد المعلمين، مضيفاً أن هناك علاقة ذات دلالة بين مدى الجدية في عمليات جذب المعلمين وتدريبهم وتمكينهم في الدول المتقدمة والنمو الاقتصادي ومعدل إنتاجيتها، فالبلد الذي يتمتع بإنتاجية أعلى قد أجرى سابقاً المزيد من الدورات التدريبية لتمكين معلميه.
وذكر أنه إذا جاء المعلمون ومجتمع المعلمين إلى العمل، فإن كل شيء سيتحسن، وأشار إلى أن هذا يعني عملياً أن المجتمع يتمتع باقتصاد جيد، وأفراد مسؤولين، ولديهم قدرة على التفكير وحل المشكلات، وروح العمل الجماعي، ومن الذي قام بتربية هؤلاء الأفراد؟
وزير التربية والتعليم السابق، مشيراً إلى دراسة الدول المختلفة في مجال التربية والتعليم، قال إن هناك ميزات مشتركة في توجيهات إعداد المعلمين في هذه الدول، مضيفاً أن العمليات الصارمة في جذب المعلمين، والمسؤولية، وتفوق القدرة على المعرفة، والتعليم الديناميكي والتوجيه من بين تلك الميزات، وأكد أن تمكين المعلمين بشكل مستمر جزء من واجباتهم، حيث يجب على المعلم أن يقدم نفس القدر من التعليم كما يتلقى عددًا محددًا من التدريب.
وأضاف مع التركيز على تدريب المعلمين من قبل أساتذة ذوي خبرة في التعليم، أنه كما يتم تعليم طلاب الطب من قبل الأطباء، يجب أن يتم تربية المعلمين من قبل أساتذة ذوي خبرة في التعليم، وقد نشأت فكرة "دكتور المعلمين" من هذا التفكير، لأن العالم كان قد قام بذلك.
وأشار صحرائي إلى إطلاق واستخدام نظام ديكشا (DIKSHA) وهو نظام رقمي لمشاركة المعرفة في الهند، وأوضح أنه بناءً على ذلك، يجب على جميع المعلمين في البلاد أن يكون لديهم ساعات محددة للتعلم بشكل منتظم مثل التعليم، بحيث يتمكن المعلمون في أعماق القرى والجبال ومعلمو المدن من الحصول على فرص تعلم متساوية، وهدف هذه الخطة هو العدالة التعليمية والمساواة، حيث يمكن للمعلم الجيد تعويض العديد من النواقص.
وأشار في حديثه إلى أن بداية التحول يجب أن تكون من التربية والتعليم، مشيرًا إلى تجربة سنغافورة، وتحمل الصعوبات الاجتماعية الكبيرة خلال فترة الانتقال والتحول في نظام التربية والتعليم في ذلك البلد، قائلاً: " التربية والتعليم أمر سهل وصعب في نفس الوقت، والتحول فيه يحمل أيضًا توترات اجتماعية. لم تعتمد سنغافورة في تأسيس تقدمها على الموارد الطبيعية أو النفط والغاز، بل أسست كل شيء على التعليم."
واعتبر الوزير السابق للتربية والتعليم أن تدريس المعلمين يجب أن يتماشى مع تعليم المعلمين، مضيفًا: "لا يمكننا تصور أي شيء جيد لمستقبل البلاد ما لم يتم تأسيسه أولاً في المعلمين، ليتم نقل ذلك إلى الطلاب ومن ثم إلى المجتمع."
وأشار إلى أن بداية التحولات في الدول المتقدمة الحالية كانت من التربية، لأن التربية أمر توجيهي واستراتيجي، موضحًا حول تحولات الأنظمة التعليمية في العالم: "التحول في المناهج الدراسية مع التركيز على القدرات أكثر من المعرفة، ودمج التقليد والحداثة، والانتباه الخاص إلى الجيل الرقمي، له أهمية كبيرة. كما أن موضوع الشمول والعدالة والمساواة مهم، وآمل أن نكون ناجحين في هذا المجال أيضًا."