مستشار رئيس الجامعة لشؤون جامعات فرهنجيان في المحافظات:
الوثيقة التحولية الشاملة تسعى إلى إرساء نموذج تربوي جديد
أكد حجة الإسلام والمسلمين عينالله عابدي، مستشار رئيس جامعة فرهنجيان لشؤون الجامعات الإقليمية، أن "الوثيقة التحولية الشاملة للتعليم والتربية" تُعد مشروعاً وطنياً واستراتيجياً يستند إلى الرؤية الكونية الإسلامية ـ الإيرانية، ويهدف إلى الاستجابة للاحتياجات المحلية والتحديات العالمية في آنٍ واحد.
جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع مجلس مديري جامعة فرهنجيان في طهران، يوم الأربعاء 5 شهريور 1404 هـ.ش، حيث شدد على الدور المحوري الذي تضطلع به الجامعة في البيئة التربوية لهذه الوثيقة.
من التعليم التنفيذي إلى النموذج الفكري
وأوضح عابدي أن الوثيقة ليست مجرد لائحة تنظيمية أو مجموعة تعليمات تنفيذية، بل هي مشروع فكري شامل قائم على الفلسفة التوحيدية للتعليم الإسلامي، ويؤسس لإطار متماسك يحمل الهوية، ويضم النظريات والقيم والهياكل والأساليب، موجهاً بذلك النظام التربوي الرسمي والعام في البلاد.
وأضاف أن جوهر هذا النموذج التربوي هو "الارتقاء الإنساني"، مشيراً إلى أن الهدف هو تحويل الخطاب التربوي من مجرد شعارات إلى ثقافة عامة وسلوك يومي، بحيث تتحرك جميع مكونات التعليم ـ من المدرسة إلى المعلم، والمحتوى، والتقييم، والأسرة، والإعلام ـ ضمن نموذج موحد ومتكامل.
مواجهة التحديات العالمية برؤية محلية
واعتبر الوثيقة التحولية رداً استراتيجياً على المتطلبات المحلية والضغوط العالمية، مؤكداً أنها تشكل بديلاً فكرياً للنماذج المستوردة ذات الطابع العلماني، وتسعى إلى تحويل التشتت والتقليد إلى انسجام وهوية وارتقاء روحي وإنساني.
"تحقيق هذا النموذج لا يتم بالشعارات أو النظرة المجزأة"، شدد عابدي.
شراكة استراتيجية بين الوزارة والجامعة
وفي ختام حديثه، أكد عابدي على ضرورة التعاون الثنائي بين وزارة التربية والتعليم وجامعة فرهنجيان في التخطيط والمشاركة الفاعلة في عملية إعداد المعلمين، مشيراً إلى أن قائد الثورة الإسلامية لطالما أكد على انتماء الجامعة للوزارة، وهو انتماء يتجاوز العلاقة التعليمية إلى علاقة استراتيجية عميقة.
كما شدد على أن الجامعة يجب أن تتحرك ضمن النموذج التربوي الجديد، وألا تعيقها القضايا التنفيذية عن أداء دورها في التنظير والتطوير النوعي، قائلاً:
"الجامعة ليست مجرد مكان لتعليم المهارات، بل هي بيت للحوار، وصناعة الأفكار، والتفكير النقدي، وولادة الرؤى الجديدة."