بيان جامعة فرهنجيان بمناسبة يوم الله الثالث عشر من آبان
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29]
تؤكد جامعة فرهنجيان، بصفتها مؤسسة إعداد سفراء العلم والوفاء لمستقبل إيران الإسلامية، بمناسبة ذكرى الثالث عشر من شهر آبان، أن صدى البصيرة وروح مناهضة الاستكبار تبقى متجذرة في أعماق تاريخ شعبنا.
هذه المناسبة التي بدأت بنضالات شعب إيران التاريخية ضد الاستعمار والدكتاتورية، وبلغت ذروتها بالتحرك الثوري للطلبة في اقتحام وكر التجسس في 13 آبان 1358 هـ.ش، تُعد رمزًا للارتباط الوثيق بين المبادئ الدينية والوطنية، ودائمًا ما كان الطلبة في مقدمة هذا الحراك، مما يعظّم المسؤولية الملقاة على عاتقنا اليوم.
فهي تذكّرنا بأن الاستقلال الحقيقي لأي أمة رهنٌ بنبذ التبعية لقوى الاستكبار والاعتماد على طاقات شبابها الواعي والمثقف.
كانت احتجاجات الطلاب والشباب قبل الثورة، خاصة ضد الأنظمة التابعة، الأساس لروح الثورة التي بلغت أوجها بقيادة الإمام الخميني (قدّس سره) وبتعطيل أكبر مركز للمؤامرات الإقليمية.
وتلتزم جامعة فرهنجيان، بصفتها الركيزة الأساس لإعداد المعلمين، بتخريج جيل يقوم على أسس علمية وثورية، قادر على مواجهة أباطيل الدعاية الغربية وأن يكون بنفسه ناشرًا للعدالة والحقيقة في المجتمع.
فمهنة التعليم وفق معايير الثورة الإسلامية ليست مجرد نقل للمعرفة، بل يجب أن يجسد المعلم القيم والمعتقدات التي بُني عليها المجتمع، ويصون نفسه وفكره من خلال دراسة تاريخ مواجهة الاستكبار وفهم عميق لمفاهيم الاستقلال الثقافي والاقتصادي.
وترى الجامعة أن أساس أي تحول نوعي هو التربية والتعليم الرشيد لجيل يتمكن من صد التغلغل الفكري والثقافي للأعداء، وهو ما يستلزم مراجعة مستمرة للمناهج وأساليب التربية ليخرج جيل منفتح الأفق وهادف.
واليوم، ومع ارتكاب النظام الصهيوني مدعومًا من أمريكا لجرائم إبادة جماعية في غزة وفرضه حرباً دموية متواصلة أزهقت أرواح العديد من الطلاب والمعلمين والأكاديميين، تتضاعف مسؤولية جامعة فرهنجيان ومجتمع التعليم الإيراني.
يُعد 13 آبان صرخة للمقاومة في وجه الهيمنة العالمية ونصرةً للمظلومين، وليس مجرد حدث داخلي بل ردة فعل تجاه السياسات التداخلية للاستكبار بقيادة أمريكا، وما نراه اليوم من دعم غير مشروط للكيان الغاصب خير دليل.
ولا سبيل لمواجهة قوى الاستكبار إلا بالتوكل على الله والاقتداء بنهج أهل البيت (عليهم السلام) وتربية الأجيال على وعي ثقافي شامل وروح الثورة الإسلامية.
إن صوت مناهضة الاستكبار اليوم يسمع في العالم كله، ويبشر بحركات كبرى مناهضة للإمبريالية، مع تصاعد حركة اليقظة الإسلامية وتنامي النشاط الطلابي في الدول الغربية، ما يبرهن أن كراهية التسلط نزعة إنسانية عامة.
ويتوجب على جامعة فرهنجيان أن تنقل هذا الوعي العالمي إلى الطلاب ليعلموا أن نضالهم جزء لا يتجزأ من تيار عالمي يسعى لتحقيق نظام دولي عادل.
وتجدد الجامعة عهدها مع مبادئ الإمام الخميني (رضي الله عنه) والشهداء البررة، مؤكدة أن فكر مقاومة الظلم والتغلغل هو أعظم دروس الثالث عشر من آبان، وينبغي غرسه في مناهج الجامعة تحقيقاً لأهداف بيان الخطوة الثانية للثورة، حتى يُنشأ جيل يقاوم الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية ويرفع راية العدالة للمظلومين وخاصة الشعب الفلسطيني.
"المعلم غدًا هو مهندس البنية الفكرية للمجتمع، ويجب أن يتعلم كيف يُنمّي التفكير النقدي في وجه الهجمات الإعلامية والثقافية".
إن تحقيق بيان الخطوة الثانية للثورة يتطلب الاستثمار في القدرات الفكرية والأخلاقية، وهو ما يجسده يوم الثالث عشر من آبان كرمز للثقة بالنفس. إن تعليم اليوم هو أساس بناء المستقبل في مجالي الإعمار وتحقيق العدالة، وسيبقى العلم والإيمان أداتين رئيسيتين في مواجهة الاستكبار العالمي الجديد.
نحن عازمون أن تظل جامعة فرهنجيان مركزًا رئيسيًا لإعداد معلمين يغرسون روح الاستقلال والصمود في نفوس أجيال إيران الإسلامية.
والسلام على من اتبع الهدى