رسالة رئيس جامعة فرهنكيان بمناسبة السادس عشر من آذر (16 جمادى الآخرة)؛ يوم الطالب
باسمه تعالي
إن السادس عشر من آذر ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو يوم لإعادة النظر في رسالة الجامعة وبيان مسؤولية جيل يمتلك دوراً حاسماً في صناعة المستقبل العلمي والثقافي والهوياتي لهذه البلاد؛ وهو اليوم الذي تؤكد فيه الجامعات من جديد مبادئ الوعي، والسعي إلى العدالة، والاستقلال، والمسؤولية الاجتماعية، والدفاع عن الحق.
إن الطلبة المعلّمين في جامعة فرهنجيان هم ورثة فكر راسخ يقوم على تربية الإنسان الإسلامي ـ الإيراني وبناء حضارة جديدة.
أعزّائي، إنكم بالإضافة إلى دوركم الطلابي، تحملون رسالة ثقافية وتربوية وتاريخية لا تقف عند حدود قاعة الدرس، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبحث عن الحقيقة، والعقلانية، والأمل، والهوية الوطنية، وقيم الثورة الإسلامية.
لقد شهد العالم هذا العام، أكثر من أي وقت مضى، صمود الشعوب وتعرّضها للظلم والعدوان، ومن ذلك الحرب التي استمرت اثني عشر يوماً وفرضها الكيان الصهيوني المعتدي على أبناء المنطقة. وفي هذه المواجهة غير المتكافئة استُشهد جمع من الأساتذة والعلماء والمعلّمين والطلبة، ممن لم يكن سلاحهم سوى الإيمان والعلم ومحبة الإنسانية. وإن ذكراهم مشعل ينير لنا دروب الوعي والعدالة والدفاع عن الحقيقة.
وتفخر جامعة فرهنجيان بهويتها التربوية والثورية والشعبية؛ هوية تجلّت بأكثر من ألف شهيد، وتعززت عبر المسؤولية الاجتماعية والانسجام الفكري والتزام المعلّمين في العقد الخامس للثورة الإسلامية.
ونشهد اليوم أيضاً تميّز الطلبة المعلّمين في المجالات العلمية والبحثية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية: من إحراز المراتب الأولى في الأولمبيادات العلمية، وتقديم البحوث الرصينة، والأنشطة الجهادية في المناطق المحرومة، والبرامج الثقافية، والمشاركة الفاعلة في الفعاليات الوطنية. وهذا كله يؤكد أن «مهنة التعليم» ليست مجرد وظيفة، بل رسالة إنسانية عميقة.
أما أثمن من الإنجازات الملموسة فهو «التحوّل في الرؤية»؛ حيث يتعلم الطالب كيف يتعلم ويعلّم في الوقت نفسه. وهذا هو جوهر التميّز في جامعة فرهنجيان: إعداد معلمين يسيرون دوماً في طريق التعلم والارتقاء.
ونحن، بفضل توجهات الحكومة الموقرة واهتمامها بقضايا النظام التعليمي والعدالة التربوية، نقف على أعتاب تحولات مهمة؛ وإن رؤيتنا لطلّاب الجامعة تتمثل في إعداد معلمين:
1 متمكنين من التقنيات الحديثة وأساليب التعلم والتعليم المبتكرة،
2 يمتلكون مهارات التفكير المهني وحل المشكلات،
3 ورعاة حقيقيين للنمو الأخلاقي والهوياتي والمواطنة،
4 ومشجعين للأجيال الشابة على العلم والارتقاء بروح التعلم مدى الحياة.
إنكم لستم مجرد طالبي علم، بل أنتم سفراء التحوّل في نظام التربية والتعليم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وكما ترك الأستاذ الشهيد مرتضى مطهري، بفكره وقلمه، أثراً عميقاً في جيل كامل؛ فإنني على يقين بأنكم ستؤثرون بعلمكم وأخلاقكم ومحبتكم في مستقبل هذا الوطن.
فكل واحد منكم غرسٌ مثمر سيضرب جذوره في تربة المدرسة المقدسة، وستظلّ فروع المعرفة ظلالاً وارفة على رؤوس أبناء الغد.
أعزائي الطلبة المعلّمين، افخروا بدراستكم في جامعة رسالتها إعداد «صانعي الإنسان» في المستقبل.
وبهذه المناسبة، أتقدم بالتهنئة بيوم الطالب، وأرفع أسمى آيات الاحترام لجميع الطلبة المعلّمين الواعين والمخلصين والمثابرين في أنحاء البلاد، وأسأل الله العلي القدير أن يمنّ عليكم جميعاً بمزيد من العزة والتوفيق والأثر البالغ في تحقيق الأهداف السامية للثورة الإسلامية وبناء مستقبل مشرق.
رجب علي برزوي
رئيس جامعة فرهنجيان